Saturday, February 6, 2010

مجلس الآباء



"تتشرف مدارس .... بدعوة حضرتكم لحضور اجتماع مجلس الآباء

وذلك في يوم
الموافق
.../..../..."
ما جال بخاطري في هذه اللحظة فقط "وخلى بالكم من فقط دى أصلها مهمة جدا" إن هذا اليوم بالتحديد مزدحم عندي بالعمل لان المفروض أنى أسلم حاجات مهمة وضرورية.طب أعمل أية يا ربى و اخرج من الورطة دى ازاى ووقعت في حسبة برما الشغل ولا الاجتماع الحقيقة إن الاثنين كانوا على نفس الأهمية وخاصة أن أنا منتظرة اليوم دة بفارغ الصبر لان عندي اقتراحات وملاحظات مهمة جدا"من وجهة نظري طبعا اللي اتضح بعد كده أنها على أدى أوى ما علينا الجلادييتورز اللي هما جروب الشغل بتاعي حلولي المشكلة في نو تايم تقريبا أخدوا شغلي وتكفلوا بتسليمه وعمل الحاجات اللي المفروض اعملها ودي الحقيقة أحد مزايا العمل مع مجموعة من المقاتلين الشجعان زى دول؛ المهم استخرت ونزلت قبل الميعاد بشوية عشان ألحق أقعد في مكان مناسب وأجهز أفكاري وأنا على باب المدرسة قابلني عم عبد الله الحارس قائلا "مش هتلاقى حد جوة المديرة والمشرفين عندهم اجتماع مجلس أباء" رديت علية "أيوة يا عم عبدا لله ما أنا عارفة ما هو أنا جاية عشان مجلس الآباء دة", بعيد عنكم أنا قلت كده من هنا وعم عبد الله اللي حصله حصله فتح بقة وبرق جامد بعينية الزرقا اللي فكروني بالقطة أم عنين زرقا اللي كانت ماما بتخوفنا بيها وإحنا صغيرين كانت دايما تقولنا " فيه قطة سودا وعينيها زرقا بتخربش وتعض اللي مش بيسمع الكلام", سرحت شوية في موضوع القطة السودا وسمعت صوت أمي قادما من بعيد وهى بتحذرنا "خلى بالكم القطة دى بتطلع مصارين العيال الصغيرين وتأكلها عشان يتعلموا الأدب"(قال يعنى بعد ما مصارينهم تتاكل هيتعلموا أي حاجة) واستدعت ذاكرتي وقع هذا الكلام عليا وأنا عيلة صغيرة تحاول تخيل الآم المصارين والقطة بتقطعهم ...طب دا الواحد مكنش بيتحمل شوية مغص بسيط امال لما مصارينة تتقطع بكل وحشية هيحس بأية؟؟ المهم أفقت على صوت عم عبدا لله وعلى أخر كلمة بيقولهالى "تيجى ازاى دى بس يا مدام" لم أهتم بمعرفة الكلام اللي أتقال الأول وأشحت بوجهي مسرعة "عن أذنك يا عم عبد الله.... القطة؟!! عم عبدالله: نعم؟؟ الاجتماع قصدي الاجتماع هيبدأ خلاص, سلام. دخلت القاعة لقيت المديرة والمسئولين في المدرسة وأولياء الأمور موجودين وقاعدين بمنتهى النظام والهدوء في انتظار اكتمال اكبر عدد ممكن من الحضور الحقيقة الناس قابلوني بمنتهى الود والترحاب وأنا من ناحيتي اخدت وضع الاستعداد قعدت قريب.. قفلت الموبايل ..طلعت النوتة والقلم الأصفر –حبيبي- وبدأت أرتب أفكاري, أيوة أنا كاتبة هنا موضوع السور لازم نحل موضوع السور الحديد القصير اللي بيقطع هدوم العيال ويسبب لهم إصابات وهم بيلعبوا وثانيا:البريك ..لازم نفصل بين الأولاد الكبار والصغيرين عشان التدافع اللي بيحصل ويسبب مشاكل للأولاد الصغيرين دا غير كمان إنهم مش بيلحقوا يشتروا بسبب هجوم الأولاد الكبار على المقصف وثالثا: موضوع الأنشطة المهملة من قبل المدرسة والمدرسين وأولياء الأمور وكيفية الاهتمام بهذا الجانب و رابعا: موضوع الكورسات الصيفية وكيفية تطويرها و..؛ واثناء انشغالي واستغراقي في ترتيب وتحضير أفكاري لقيت شخص محترم يحمل ابتسامة لطيفة بيقولى (أو بمعنى أصح بيستجوبنى) "خير يا فندم؟" استغربت جدا من السؤال ورديت علية"خير...نعم؟" .."لأ قصدي سيادتك هنا ليه؟" بصيت له بصة كلها استغراب واستنكار مما دفعة أن يستدرك قائلا "حضرتك لو عاوزة تسألي أو تستفسري عن آى حاجة دا بيكون الساعة 12 عند الأستاذة... "لأ أنا هنا عشان انتو بعتولى." الراجل وشه أجفهر و قلب ألوان وقالي"مين يا فندم بالتحديد اللي بعت لحضرتك؟" لأ معرفش بالتحديد مين اللي بعت لحضرتي لأن حضرتي مش بتضرب الودع ولا بتفتح المندل أنا جاتلى ورقة بتقول إن النهاردة اجتماع مجلس الآباء و... " نعم يا فندم؟! اجتماع إية؟" رديت "اجتماع مجلس الآباء" طيب ثواني يا فندم وهارجعلك"
..راجعلى ليه.. أية الداعي يعنى .. ما علينا شوية كده ولقيت شخص تانى لا يقل احتراما عن الشخص الأولانى ويحمل نفس الابتسامة اللطيفة وبيقولى"أقدر أساعد حضرتك أزاي؟"
(مش عارفة ليه افتكرت المسلسلات والأفلام العربي بتاعت الجاسوسية وأزاى كانوا بيجندوا العملا بإرسال أشخاص ودودين وتبدو عليهم الأهمية زى الأتنين دول) بيني وبينكم شكيت أن فيه أشتغالة في الموضوع بس أشتغالة أزاي دى مدرسة محترمة وفية ميعاد وأنا متأكدة من الميعاد والأجواء كلها لا تشير لأي أخطاء فنية منى ولا منهم طب أية الحكاية بالضبط اشمعنى أنا اللي عليا الفوكس" دا ما كل أولياء الأمور قاعدين محدش بيكلمهم ولا بيقرب ناحيتهم حتى....افتكرت المثل اللي أمي كانت بتقوله وهى بتتنهد وصوتها مليان حسرة "قليل البخت تنبح علية الكلاب في المولد" ولما استفسرت منها عن تفسير هذا المثل قالتلى إن المولد دة-كما نعلم جميعا- مكان فيه بشر بالمئات فلما ييجى كلب وينبح على واحد بالتحديد دونن عن كل البشر دى بالتأكيد يبقى غير محظوظ أو بالعربي كده منحوس أما أنا فكنت أحاول أفسر المثل بشكل فيه شوية منطق يعنى جايز جدا تكون كلاب المولد دى عندها نزعة بوليسية تجعلها متشككة وبتنح على أي مشبوة أوأى شخص لدية ميول اجرامية وجايز جدا تكون الكلاب دى كلاب بوليسية مدربة ومتنكرة في هيئة كلاب مولد ولديها مهمة محددة جاية تخلصها ومش بعيد –المنبوح علية- دة يكون شايل في جيبة ممنوعات أو قام بجريمة قتل مثلا وملابسة تحمل دماء ورائحة القتيل وجايز جدا يكون واكل أكلة سمك ومش غاسل ايدية وبالتالى أجتذبت رائحتة الكلاب لأن الحقيقة مش من المنطقى أبدا إن إحنا نربط نبح الكلاب بقلة البخت والحظ... ولكن يبدو إن تفسير مامتى كان هو الأصح-حيث أننى ورجوعا لهذا التفسير- وربطا لما حدث معى من أمن المدرسة فأنا لم أقم بأى تصرف أو صدر منى أي تعليق يستثير حفيظتهم ويخليهم رايحين جايين عليا أنا بالتحديد وسايبين كل المولد(أقصد الاجتماع) المهم يرجع مرجوعنا لموضوعنا الشخص التانى تلاشى من أمامى أو خيل لى ذلك بعد نوبة السرحان اللي رحت فيها أنا بأة بعد الشخص المحترم التانى ما اختفى من قدامى بدأ الفار يلعب في دماغى وقررت إنى هاعمل هجوم مضاد لو حد تالت "نبح" قصدى كلمنى فلا يلومن إلا نفسة بأة وفعلا يا إخوانى اللي حسبتة لقيتة لقيت شخص تالت ولا يقل إحتراما عن الاولانى والتانى ..وللمصادفة..يحمل نفس الابتسامة اللطيفة بتاعت سابقية جاى ناحيتي بس المرة دى كان شايل دفتر كبير كده وفى ايدة قلم الحقيقة الراجل ملحقش يتكلم حيث أننى كما أسلفت سابقا مبيتة النية وعاقدة العزم على إنى أنا اللي هاشوط المرة دى والموضوع كبر في دماغى جدا
صباح الخير يا فندم...لو سمحتى..أنا .../ ."
أهو صباح وخلاص ومسمحش بأى حاجة ومش محتاجة مساعدة من حد لأنى مش واقفة بعربية عطلانة في الصحراوى ولا حرامى خطف منى الشنطة وأنا باصوت وعاوزة حد يلحقنى وبيتهيألى كده انى مش جاية فرح من غير عزومة ولا هاحضر عيد ميلاد معرفش فيه حد ولاجاية أعمل انترفيو عشان كل دقيقتين يجيلى واحد أرزل من اللي قبلة يستجوبنى أنا جاية أحضر اجتماع مجلس الآباء لأن أبنى هنا ف المدرسة ومن حقى ...."
"عفوا يا فندم أحنا أسفين جدا لسوء الفهم دة بس أنا جاى عشان حضرتك تسجلى بياناتك هنا في محضر الاجتماع"
" واشمعنى أنا الوحيدة اللي أسجل بياناتى ما كل اللي قاعدين دول محدش فيهم سجل بياناتة ولا كتب أسمة ..على أساس ان كلهم بأة نجوم روتانا طرب وأنا الوجة الجديد ولا إية؟" يبدو أن الراجل أتخض منى فبدأ يهدى من ا لتوتراللى بدأ يسيطر على الموقف وقالي"لأ يا فندم الموضوع ببساطة أن الناس الموجودين بيحضروا كل سنة المجلس وأسمائهم متسجلة عندنا بالفعل أنما حضرتك يعنى أول مرة تشرفينا فلازم بياناتكم تتسجل"
"اة طب مش تقولوا كده من الأول بدل جو المخابرات دة يعنى لو حد كان طلب منى من اول ما وصلت كنت سجلت بياناتى وخلصنا"
"حصل خير يا فندم أتفضلى حضرتك سجلى بياناتكم"
رنت في ودانى كلمة"بياناتكم" للمرة التانية فالمفترض إن أنا –بعيد عن كونى جوزاء- شخص واحد وصيغة الجمع دى غير وارد على الاطلاق إستخدامها ألا كنوع من إلإحترام الشديد و اللي (لا يخفى عليكم جميعا) تلاشى بفعل عوامل التعرية من زمان ما علينا وعلى رأى أمى دايما تقولى يا بنتى خدى كل واحد على أد عقلة ماهو أصل كل واحد عقلة مريحة...فعلا خدت الراجل على أد عقلة ولم أناقشة في صيغة الجمع اللي بيشير الى بيها بل وتماديت أكتر من ذلك وأخدت الدفتر والقلم وبدأت أسجل- بياناتنا- أظن مفيش راحة أكتر من كده خلصت كتابة واديتة الدفتر بص فيه وفضل ماسكة وواقف قدامى وأنا مش عارفة هو منتظر إية بالظبط؟!!
" أنا كتبت بياناتنا خلاص فيه أي حاجة تانية حضرتك عايزنا نعملها؟"
"كده بس؟! يعنى حضرتك جاية مجلس الآباء لوحدك؟!"
"اة لوحدى بس ماما عدتنى الشارع الصبح وادتنى المصروف وقالتلى روحى لوحدك ولو حد ضايقك رنيلى..تحب أرنلها؟!!!!!"
الراجل المحترم بصلى بصة كده مفهمتش معناها بس ردى السخيف علية كان كفيل انة يبعد عنى لمسافة معقولة زى الامريكان كده لما بياخدوا تعهد بعدم الاقتراب اكتر من 100 ياردة المهم بدأ الاجتماع أخيرا بعد كل هذا العوء والتلطيش اللي مش فاهمالة سبب وبدأت المديرة تلقى كلمة الافتتاح والترحيب والهرى الفاضى دة ثم أخذت تعدد مناقب المدرسة(شديدة مناقب دى صح) وازاى إن المدرسة إحتلت مراكز متقدمة في شتى المجالات .الحقيقة إن أنا وبالرغم من ايمانى الشديد وإدراكى التام لأهمية الأنشطة في تنمية شخصية الأولاد وزيادة مهاراتهم إلا أن الإنجازات التى ذكرت لم تبهرنى على الأطلاق .يعنى إية المدرسة أخدت المركز الأول في مسابقة" الخط العربي " و"حفظ الشعر" مش كتابتة واية جدوى حصول المدرسة على المركز الأول في عدم الغياب وثبات نسبة الحضور أنا من رأيى المتواضع انة دى حاجة تقلق لأن إحنا ف مدرسة مش جيش يعنى وارد إن طالب يعيى ولا يسافر ولا حتى يتمارض وتدخل الحكاية على اهلة ويغيبوة –خلى بالكم أنا باتكلم في أحتمالات غياب طالب واحد بس- في المدرسة المهم ان أنا تفحصت كده وجوة الحاضرين لمحاولة إستكشاف ردودالأفعال لكنى وللأ سف لم أصل لنتيجة فالناس كلهم كانوا كأن على رؤوسهم الطير اللي بيتكلم في الموبايل واللى ماسك الاب توب وهاتك يا كتابة واللى متنح ومش سامع حاجة من اللي بيتقال واللى واللى ...مفيش غير أختكم اللي مركزة أوى وكأنى في إمتحان ثانوية عامة طيب معلش قلت لنفسى يمكن بعد ما المديرة تخلص كلامها اللي عندة حاجة هيقولها وأكيد يعنى الكلام دة هيلفت نظر حد تانى وساعتها نتكلم ونتناقش ونحاول نفعل سياسات جديدة تسعى للإرتقاء بأداء المدرسة المهم يا إخوانى الست المديرة أخذت تصول وتجول وتحكى وتتكلم عن الإنجازات الجامدة جدا والناس كلهم قاعدين مبهورين ومبسوطين على الأخر وختمت كلمتها بدعوة مجلس الآباء اللي هو –إحنا- لتقديم إى مقترحات لتطوير أداء المدرسة على إعتبار إن إيد لوحدها متسأفش والعملية التعليمية ما هى الا نتاج تعاون مشترك بين البيت اللي هو- إحنا- برضة والمدرسة اللي هى- هى- نسيت ألفت إنتباة حضراتكم إن الإقتراحات والأفكار المهمة والقيمة اللي هيطرحها مجلس الأباء هتكون أثناء إفتتاح البوفية!!!!!!!!
أستنى إن حد يتكلم, يزعق, يتعصب, يتنرفز ياخد أي أكشن ليه علاقة بالبنى أدمين مفيش وأنا هتجنن أزاي المهزلة دى تحصل؟ يعنى إية نتكلم ونعرض ونناقش مواضيع حيوية زى دى أثناء إفتتاح البوفية طب تييجى إزاى دى؟!! "لأ مبدهاش بأة " وقفت ف مكانى وقلت للمديرة"بوفية إية اللي هتفتحوة واحنا بنتكلم..تيجى إزاى دى ...يعنى إحنا هنتكلم ولا ناكل؟!!" لقيت الناس كلهم بصولى كده وانتبهوا فرحت بيني وبين نفسي كده وقلت أنا كنت متأكدة برضة إن محدش هيقبل الإهانة دى وهيقلبوا معايا الترابيزة هو دا الصح المهم ساد القاعة صمت وهدوء شديدين وبصيت حواليا ملقيتش حد إتكلم ولا حاجة اللهم نظرات الإستهجان والإستنكار لكلامى ردت المديرة" وحضرتك إية اللي مضايقك ..إية علاقة البوفية بكلامكم؟"
"طيب لما حضرتك شايفة إن الموضوع عادى وبسيط كده ليه أجلتى البوفية لما إحنا نتكلم ليه مفتحتيش البوفية أثناء كلمتك إنتى ولية اساسا يكون فيه بوفية في يوم زى دة" دا تقليد متبع من زمان بس عشان حضرتك أول مرة تحضرى مستغربة وبعدين أنا قلت أسرع بالبوفية عشان وقت حضراتكم " رديت"يعنى إنتى هتخافى على وقتنا أكتر منا.. وبعدين ما إحنا ضيعنا وقت بنسمعك بيتهيألى أن أحنا من حقنا ناخد من وقتك شوية وتسمعينا" ردت المديرة"مفيش مشكلة نتكلم وأحنا بناكل" ولسة هارد عليها أنبرى أحد الموجودين قائلا" أية المشكلة يعنى وبعدين إنتى عاوزة تتكلمى في إية ما المدرسة كويسة وزى الفل أهى" رد واحد تانى"هو حضرتك مش سامعة الحاجات الجميلة اللي المدرسة عملاها" "أيوة حضرتك أنا سمعت بس فيه أفق تانى مختلف يعنى فيه مسابقات ذات فاعلية وأهمية يعنى مثلا مسابقة المخترع الصغير دى مثلا بتدى فرصة للطلاب الموهوبين علميا لتشغيل دماغهم ومحاولة عمل أي إختراع ولو بسيط وعرضة و..."
رد واحد تانى "يا سلام مخترع صغير حتة واحدة وتفتكرى حضرتك بأة إن فيه أي طفل ف السن دة يقدر يخترع"
رد احدهم"دا حتى مش هيعرف معنى كلمة إختراع" رديت" ومالة يا فندم لو مش عارف نعرفة وبعدين يا سيدى محاولة الإختراع حتى لو مكملتشى دة ف حد ذاتة إنجاز"
"يا مدام لو سمحتى إحنا جايين عشان نتكلم في حاجات أهم من الكلام دة"
"طب ممكن أعرف أية الحاجات المهمة دى ؟"
"إحنا عاوزين نغير موديل الباص "
"نعم يا فندم!!!! نعمل إية؟"
"ايوة احنا عاوزين باصات زى بتاعت الأجانب "
رد علية أحدهم"قصدك اللي لونة أصفر دة؟"
"أبوة هوة زى اللي بيطلع في الافلام الأجنبى إية رأيك ؟"
"ايوة واللة دى هتبقى حاجة تحفة محصلتش"
"وكمان بالنسبة للزى مش معقولة كده شكلة مش مودرن"
"صحيح عندك حق يا أحمد بية الأولاد نفسيتهم تعبت منة بقالهم سنتين بيلبسوا نفس الألوان حاجة تزهق"
"أة واللة دا الواحد زهقلهم مش معقولة كده ابدا"
رديت وأنا في قمة الذهول والإستغراب"هو فعلا مش معقول "
وأثناء الحوارات الهامه والحيوية توجة الى أحدهم قائلا"إية رأيك بأة بما إن حضرتك يعنى الست الوحيدة هنا تختاري لنا كده موديل على ذوقك ولون كده يكون حلو ويبسط الأولاد"
رديت"مش كده ..صح واللة بلا مسابقات بلا وجع قلب واية رأيكم كمان نخلى زى للصيف وزى تانى للشتا وألوان للصيف وألوان للشتا؟!!"
"أيوة كده الله ينور عليكى يا مدام شفتى بأة فايدة الستات في إجتماعات زى دى"
"ولو إن برضة بيني وبينك يعنى .المجلس دا حاجة كده خاصة بالأباء بس لأنهم أكتر ناس يقدروا يا خدوا قرارات مهمة في حياة أولادهم ولا إية ؟"
"طبعا طبعا هو فيه قرارات أهم من كده لون الباص وشكل الزى فيه إية في الدنيا أهم من كده؟"
"شفتى سيادتك بأة يعنى كان يصح برضة إن البية هو اللي يحضر عشان كان شارك معانا برأية في الحاجات المهمة دى"
"صحيح واللة الحاجات المهمة دى مينفعش يناقشها غير ناس مهمين زى حضراتكم كده"
رد الرجل الاول من التلاتة اللى المحترمين اللى خبطوا معايا فى الاول"عشان كده يا فندم إحنا كنا مستغربين إن حضرتك اللي جاية الإجتماع ..لوحدك يعنى"
دلوقتى بس فهمت سبب الإستجوابات اللي عملوها معايا من أول ما جيت والنظرات الغريبة والهمهمات اللي مكنتتش عارفة سببها إية طبعا إزاي أحضر مجلس الأباء كده لوحدى وأدلو بدلوى القاصر العقيم أمام هؤلاء الجاهبذة من الأباء اللي غاية مناهم واهم انجازاتهم "تغيير موديل الباص" "وتجديد اليونيفورم" واللى المفروض إن أنا بأة بصفتى واحدة ست أصممة وأدلعة كده عشان العيال نفسيتهم تتغيرويبقوا فريش الحمد للة طلع ليا لازمة أهوة في الاجتماع وابتدوا يكونوا ودودين معايا ما أنا بأة اللي هاحللهم المشكلة اللي كانت مؤرقاهم ومش بتنيمهم الليل أما أداء المدرسة مش مهم .. مستوى ذكاء الأولاد طظ..تنمية قيم ومبادىء سليمة ليهم ..ولا حاجة.لا صوت يعلو فوق صوت التفاهة والسطحية ولو كان ولا بد يعلو يبأة يعلو من حد تانى مش من" سنجل مامى" أقصى ما يمكن أن تفعلة هو أختيار ألوان الزى وموديلة لملمت أوراقى وأخدت شنطتى وبصيت على الأباء اللي جايين يناقشوا مستقبل أولادهم لقيتهم منهمكين في البوفية ومبسوطين على الأخر وعرفت او-تأكدت- ليه الدنيا كلها بتطلع قدام وإحنا بس اللي بنرجع ورا لم أجد ما أقولة لنفسى سوى ما قالة أخونا اللمبى لما أسودت الدنيا في عينية وضاقت علية الأرض بما رحبت وأطلق كلمتة الخالدة"مااااشى يا بنى ادمين"
ولم أجد ما أقولة لأصحابى في الشغل لما سألونى عملتى إية سوى"عملت للبنات لبس سنو وايت وللأولاد لبس زورو!!؟